خطبت لإبنتي

رفيف الروح الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 4:45 pm

في إحدى الجلسات قبل سنوات كنا مجتمعين نتناول اطراف الحديث فقال صاحبنا أنه يرغب بتزويج ابنه الذي أكمل سنوات دراسته بكلية الطب وكنا نعرف الابن هادئ مؤدب ذكي عندها فوجئنا جميعا بأحد الأصدقاء يقف بيننا ليقول «اشهدوا علي أني اتقدم لخطبة هذا الشاب لإبنتي» وكنا كأصدقاء نعرف ابنته ذات الذكاء والجمال ماشاء الله وقد تقدم لها أكثر من شخص لكنة رفض تزويجها حتى من أبناء عمومته، ذلك اليوم لا ينسى من ذاكرتي فقد زاد احترام ووقار ذلك الشخص لدينا جميعا حتى من رفضهم فهذه المواقف نادرة جدا مع أنها تكسب الشخص الحكمة.
مثل هذه المواقف التي يتجرأ فيها الأب لإختيار الأنسب والأصلح لإبنته ذات الصفات الحسنة من الممكن أن تكون شائعة بيننا بتغير الثقافة الذكورية التي تسيطر على مجتمعاتنا العربية، إن خطبة الرجل الصالح ذو الصفات الكفوءة لإبنته الصالحة لهو عمل فيه شجاعة وإباء على أن الإبن كما أننا نختار له الأصلح كذلك البنت، ضمن اطار المساواة والعدل والحرص على كسب الأفضل، إن مثل هذه المبادرات افتقدناها كثيرا فلقد كنا نسمع عنها في حكايات آباءنا القدامى والتي يحكونها لنا لأخذ العظة والعبرة وغرس الأخلاق الكريمة فينا أما الآن ومع التحضر المدني من النادر سماع مثل هذه الحكايات.
هل اصبحت الحياة المدنية تمنعنا من جرأة الخطبة لبناتنا وهل ما زالت الحواجز الاجتماعية في العقلية العربية حائلة دون الحديث من هذه الزاوية لألا يسترخص الشباب بناتنا جراء خطبتنا لهم لبناتنا؟

أعتقد أن المسألة تحتاج مراجعة تراثنا وهدم تلك الجدر الصماء في عقولنا للتغلب على حياء خطبة من نراهم أكفاء لبناتنا، وكم من الزيجات الناجحة والمثمرة والتي خطبت البنت فيها الولد واسترضته زوجا لها.
إن الأطر الإجتماعبة المقيدة لأفراد المجتمع العربي الذي يرى في خطوبة البنت للولد عيب وعار واسترخاص لها يجب أن تراجع وتتكسر والمثل الدراج لدينا نحن ابناء المنطقة يقول «اخطب لإبنتك ولا تخطب لإبنك» دلالة على انتقاء الرجل الصالح واغتنام فرصته ليكون زوجا لإبنتك، هذا المثل للأسف نقوله وقليل تطبيقة .